معالي وزيرِ التّربية والتّعليم ِ العالي القاضي الدّكتور عبّاس الحلبي،
حضرة رئيس الجامعة اللّبنانيّة البروفيسور بسّام بدران،
حضرة رئيسةِ المركز التّربويّ للبحوث والإنماء البروفسورة هيام اسحق،
حضرة ممثّلة الوكالة الجامعيّة للفرنكوفونيّة السّيّدة ميراند خلف،
حضرة ممثّل الأمين العامّ للجمعيّة العلميّة لكلّيّات التّربية ومعاهدها في الجامعات العربيّة الدّكتور نبيل قسطنطين،
حضرة العمداء ومديري الفروعِ والمراكزِ الجامعيّة،
حضرة الباحثينَ المشاركينَ في المؤتمر من أساتذةٍ جامعيين وطلاّبِ دكتوراه في الجامعة اللّبنانيّة، وطلاّبِ ماستر بحثيّ في كلّيّة التّربية،
الحضورُ الكريم،
بدايةً، نشكرُك معالي الوزير على رعايتِك وحضورِك مؤتمرَ كلّيّةِ التّربية، كما نشكرُك لوقوفِك إلى جانبِ جامعتِنا الوطنيّة ودعمِك لها ولأهلِها. وكلُّنا ثقةٌ بأنّ معاليك ستولي كلّيّةَ التّربية اهتمامًا خاصًّا، لا سيّما وأنّ كلّيّتَنا تقدّمُ أفضلَ الخدماتِ للقطاعِ التّربويِّ في لبنانَ منذُ نشأتِها عامَ ١٩٥١ حتّى اليوم. كلُّنا أملٌ بأنّ معاليك ستُشركُ كلّيّةَ التّربية في عمليّةِ النهوضِ والتطوير التّربويّ في لبنان. فكلّيّتُنا تتولّى، كما ينصُّ مرسومُها التّنظيميُّ، وكما تقتضي الاعتباراتُ الموضوعيّةُ والتّربويّة، مُهمّةَ إعدادِ الأساتذةِ الثّانويينَ والمدرّبينَ ومدرّبي المدرّبين (TOT/ Training of trainers) والاختصاصيينَ التربويين، ومنهم الاختصاصيّون في الإرشادِ والتوجيهِ المدرسيِّ والمهنيّ، بالإضافةِ إلى مهمّة إعدادِ الكوادرِ التّربويّة مثلِ المفتّشين التّربويين ومديري المدارسِ والثّانويّات ودورِ المعلّمينَ والمعلّمات.
نشكرُ أيضًا حضرةَ رئيسِ الجامعةِ اللّبنانيّة البروفيسور بسام بدران، نشكرُك لحضورِك هذا المؤتمرَ، واستضافتِك له في الإدارةِ المركزيّة للجامعة، وأنتَ مشهودٌ لك بتشجيعِك البحثِ العلميّ، ودعمِك المؤتمراتِ العلميّة. كما نشكرُك، حضرة الرئيس، على جهودِك المبذولة من أجلِ إعلاءِ شأنِ الجامعةِ اللّبنانيّة، وسعيِك الدؤوب لتحسينِ أوضاعِ أساتذتِها وموظّفيها، وتوفيرِ بيئةٍ سليمةٍ للتّعليم ِ والتّعلم، بهدف ِتأمينِ أفضلِ مستوًى أكّاديميٍّ ممكنٍ لطلاّبِ الجامعة وفقًا لمعاييرِ الجودةِ العالميّة.
والشكر ُ موصولٌ لرئيسةِ مركزِ الدّراساتِ والأبحاثِ التّربويّة في كلّيّةِ التّربية البروفيسورة إيمان خليل، ولأعضاءِ الهيئةِ العلميّة للمركز، وكذلك لأعضاءِ اللّجنتينِ العلميّة والتّنظيميّة للمؤتمر الّذينَ بذلوا جميعًا، جهودًا كبيرةً ومقدّرةً في سبيلِ إنجاحِه.
والشّكر ُ أيضًا، لمجلسِ الوَحدة في كلّيّة التّربية الدّاعمِ لمركزِ الدّراساتِ والأبحاثِ التّربويّة في الأنشطةِ الّتي يقومُ بها.
لا بدّ أيضًا من شكرِ الزّميلاتِ والزّملاءِ المشاركينَ في الجلسةِ الافتتاحيّة، وكلّ الزّملاءِ الّذين يتولّونَ إدارةَ الجلسات. كما لا بدَّ من توجيهِ تحيّةِ تقديرٍ لجميعِ الباحثينَ المشاركين، من أساتذةٍ جامعيين وطلاّبِ دكتوراه في الجامعةِ اللّبنانيّة، وطلاّبِ ماستر بحثيّ في كلّيّةِ التّربية.
أيتها السّيدات، أيّها السّادة،
باتَ معروفًا أنّ الذّكاءَ الاصطناعيَّ هو نظامٌ علميٌّ بدأ رسميًّا في عام ١٩٥٦ في كلّيّةِ دارتموث في هانوفر في الولاياتِ المتّحدةِ الأمريكيّة، لكنّه تطوّرَ بشكلٍ ملحوظٍ في السّنواتِ الأخيرة مع ابتكارِ تقنيّاتٍ وتطبيقاتٍ وروبوتات جعلَته ينافسُ البشرَ ووظائفَهم في مجالاتِ الحياةِ كافةً.
وتوظيفُ الذّكاءِ الاصطناعيِّ في التّربيةِ والتّعليم وفي الإدارةِ التّربويّة، خصوصًا بعد ظهور التّقنيّات والتّطبيقات الحديثة، أصبح أمرًا واقعًا ولا بدّ منه. لكنَّ الخوفَ منَ المخاطرِ النّاجمة عن استخدام ِ الذّكاءِ الاصطناعيّ في هذينِ المجالينِ (التّعليم والإدارة)، حتّى وإن كان مبرّرًا، يجبُ ألاّ يدفعَنا إلى الاقتناعِ بعدم ِ استخدامِه. فاستخدامُه في هذه الظّروفِ الموضوعيّةِ والواقعيّة يعودُ بفوائدَ جمّةٍ على العمليّةِ التّعليميّةِ - التعلّميّة، وعلى العمليّةِ الإداريّة، كما على المتعلّمينَ والمعلّمين والاختصاصيين في مجالِ التّربية والتّعليم. فمن لا يتقدّمُ يتقادم.
لذلك أصبحَ لزامًا على قطاعِ التّربيةِ والتّعليم مواكبةُ تطوّرِ الذكاءِ الاصطناعيّ وانتشارِه السريع، والاستفادةُ من أدواتِه وتطبيقاتِه، فتطوّرُ الذّكاءِ الاصطناعيّ وانتشارُه السّريع يتطلّبُ منّا إعادةَ النّظرِ في الفلسفةِ التّربويّة وفي السّياساتِ والخططِ ذاتِ الصلة، وكذلك في محتوى المناهجِ في مراحلِ التّعليم ِ وأنواعِه كافّة، وفي استراتيجيّاتِ التّعليمِ ِ والتّعلّم، وطرائقِ التقويم ِ التّربوي، وفي المفاهيم ِ والممارساتِ التّعليميّة عمومًا.
كما يتطلّبُ إعادةَ النّظر في مناهجِ إعدادِ المعلّمين والاختصاصيينَ التّربويين والكوادرِ التّربويّة، و في هيكليّةِ عملِ الإدارةِ التّربويّة في مستوياتِها كافةً. وإذا تناولنا التّحدّيات الّتي تواجهُ تطبيقَ الذّكاءِ الاصطناعيّ في المجالات الّتي أشرنا إليها، لا تغيبُ عن بالِنا التحدّياتُ الّتي تواجهُ التّطبيقَ على مستوى تأمينِ البنيةِ التّحتيّةِ اللازمة للعمليّةِ التعليميّةِ - التعلّميّة وللعمليّةِ الإداريّة أيضًا.
مقابلَ الايجابيّاتِ الّتي يوفّرُها الذّكاءُ الاصطناعيّ، علينا أن نقتنعَ كتربويينَ أنّ هذا النّوعَ من الذّكاءِ يجب ألّا يحلَّ محلَّ الذكاءِ البشريِّ الّذي أوجدَه وطوّرَه، والّذي عليه تحديدُ الضوابطِ القانونيّةِ والأخلاقيّة والتّربويّة لاستعمالِه. ففي المجالِ التّربويِّ والتّعليميّ، من غيرِ الجائزِ، ومن غيرِ الممكنِ أن يتخلّى المعلّمونَ والتّربويّونَ عن دورِهم الإنسانيِّ في تحقيقِ النّمو والتّنمية لدى المتعلّمين.
لذلك، لا بدَّ من إيجادِ الأطرِ والضوابطِ القانونيّةِ والأخلاقيّةِ والتّربويّة لاستخدام ِ الذّكاءِ الاصطناعيّ. ولا شكّ في أنّ إيجادَ هذه الأطرِ والضوابط مسؤوليّةٌ وطنيّة، لا بل مسؤوليّة ٌ عالميّة.
نأملُ في أن يتمكّن َالمؤتمرُ من تحقيقِ أهدافِه، من خلالِ طرحِ الإشكاليّاتِ المختلفة حول توظيفِ الذّكاءِ الإصطناعيّ في مجالِ التّربيةِ والتّعليم، ومن خلالِ تقديم ِ الاقتراحاتِ والتّوصياتِ المفيدةِ والعمليّة للمساهمةِ في حسنِ استخدامِه في هذا المجال.
يومًا ناجحًا وممتعًا ومفيدًا أتمنّاه لكم جميعًا.